بما فيك فنضح.

يا من له القلب بالحب تعنى، وحمل له الكون من الخير وبه تهنئ، وله الحق وإن تعنى,

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

نعم أوليس كل إناء بما فيه ينضح، لقد أزعجتك صاحبي بكثرة تأخيري للكثير من أعمالك، وليس هذا فقط بل وكانت آخر واحدة أن نسيت أمر تلك القطعة أن أشتريها لك رغم الأمرين تضييق من مديري وإن كان جزئي وكذلك ما أنا فيه من حرقة داخلية بدئت أفقد معها الكثير من خطوط ذاكرتي. نعم لقد أعطيتني المبلغ والذي زاد من شغلت همي أني لم أعرف من أين جاء، ليس سؤال عنه بل كيف أصبح بجيبي وأنا مفلس. وعند النداء من والدتي لبيت وليس إلا نداء من مائة نداء منك. فشكرا على رسالتك "ضنك نسيت قصة كذا وأنا عاذرك، دفعت لك قيمته وأنت تذهب لعملك بجواره مرتين يومياً. والله ما نسيته وإن ضننتني غنياً أتدبر أمر نفسي لكني حليم رحيم. وسيسكب الكأس إذا امتلأ" لقد صدقت.

في الآونة الأخيرة لاحظت هذا الأمر وما فيه من مشكلة لي، وبأني أقوم بالكثير من الأعمال والتي تجهلها أنت، لما لا وأنت تتابعني كأني طفل في السابعة من عمري. لما لا وحقاً أنا خالد في السابعة لا أكبر قط.

إن اللوم علي وحدي أنا المخطئ إذ لم أبدء بتنسيق كل شيء، ونسيت أن الحياة كلها صيغة بنظام كبير ومتكامل، فأصبحت كالهارب يحمل أهم أغراضه معه في كيس على ظهره. فلقد تعاميت عن ما أنا فيه من مشاكل ورغم ذلك أنا الظالم. ولهذا كم أتمنى أن لا انتظر الكأس حتى يمتلأ بل أريحه من البداية، ليس إلا لأن الراحة هي ما يشترى ويتمنى. سأبدأ ببعض التمارين على التركيز والتحمل حتى أبدء بمشوار التحمل والسيطرة على الذات. ولعلها تساعد في جمع ما بقي من شتات. وأتمنى لك ألا يفرق بيننا حبنا لبعضنا البعض. لأن من الحب ما قتل.

إن إدارة الضغوط كانت العمل أو الأسرة أو الصحبة فن وقد تدهورت كثير من الأمور مع عدم الرجوع للتدريب عليها. ولا زلت أذكر أني قلت يوما أريد المكوث بمرضي عند والدتي لأنها حقاً أرحم. وكان الرد ليس إلى المقام في شيء بل ردٌ غير خط الحياة إلى الممات، ولكن الجسم الحي يبقى أمل.

لقد أخفيت عنك الكثير وليس حقيقة إلا بسببك، فإن كان إنائك كأس فإن إنائي بئر، ولذا منحتك الخيار من قبلُ ومن قبلٍ أن أمنحه لنفسي. فهلا كان قرارك حاسماً لنفسك. فلن أخبرك شيئا حتى يحن موعدٌ وعدتك به من قبل. وحين إذ سأقول لك هذا تأويل ما لم تسطع عليه صبراً. فلقد كسرت بتعجل أغصان كنت أتمنى لها اراقاً وزهراً وثمراً.

عبدالعزيز بن عبدالمحسن آل عبدالمحسن

كتب في 19/22-رمضان-1430هـ, 9/12 سيبتمبر 2009م

الانتقال لرأس الصفحة. العودة الصفحة الرئيسية.