الحاسب الآلي يخطئ.

عندما تقول لمعظم الناس بأن الحاسب الآلي يخطأ، يقولون: "أنت المخطأ"، متناسين في تلك اللحظات أشياء كثيرة، وما أجد لهم إلا هذه الإجابة مكونة من قسمين.

* أولا: لكل التابعين للأديان من المسلمين وغيرهم ممن آمنوا بالله عز وجل، كلهم يؤمنوا وجوباً بأنه لا يوجد من هو معصوم من الخطأ في كل شيء سوى الله عز وجل. كل المخلوقات تخطأ، ما عدى الأنبياء معصومين في أداء الرسالة فقط، أما في شؤونهم العادية فهم قد يخطأون.

وفي الشريعة الإسلامية نفهم بأن هذه الحواسيب الآلية والنظم الذكية صنع مخلوق ضعيف، لا يستطيع في بعض الأحيان مساعدة نفسه، وعقلاً فصنعه أضعف منه، مع أنه لا يزال يدعي بأنه أقوى منه.

programmer.jpg(52K) ثانيا: اخطأ المعالجة، في بعض الأحيان تشاهد رسائل تحذيرية، تخبرك بوجود خطأ، وما تنبئنا هذه إلا بوجود أخطاء أخرى كثيرة. عالم من الأخطاء تنشأ من المعالجة أو البرنامج، لذا بدأ المبرمجون في كل أنحاء هذا العالم يرون الأخطاء تزداد ظهوراً على السطح ويتساءلون كيف حصلت كل هذه الأخطاء؟ لازلت أتذكر برامجي؛ صنعتها لمكان عملي "G.P.P.V.P.V" وذلك بدأ من عام 1998م وحتى الآن، كم كان عدد تلك الأخطاء؟ كيف أجدها؟ كيف أصلحتها؟ ما مستوى الدقة المطلوبة لألا تحدث تلك الأخطاء مرة أخرى؟ وما حقيقة سبب وجودها؟

اعلم بأن هنالك فأم من الناس لا يصدقون هذا الأمر، كما أنه يوجد بعض الأدلة الغير واضحة، وذلك لكون المتحدث فقط أنا (المبرمج البشري) لكن إليك أيه القارئ صفحات من الأخطاء المسجلة عبر هذا الزمن القريب.

Microsoft windows errors pages. وسيخبرونك عن كيفية البحث عن تلك الأخطاء وحلولها. سأزيدك اذهب وبحث عن كلمة خطأ (error) لدى شركة ومصنع intel. ليس هذا فحسب لكن أدخل وابحث عن أخطاء الحاسب الآلي computer errors في موقع MSN.

وليست هذه حقيقة إلا جزئاً منها. إذا أردت المزيد فابحث بكافة الإنترنت وستجد ما تستعجب منه.

theboss.jpg(76K) إن كل تلك الصفحات تخبرنا عن أخطاء حدثت قبل هذا اليوم وتزيد تلك الأخطاء كل يوم، هل يمكن هذا مع العلم بأن التصريحات الرسمية والواقعية هي أن المختصين قاموا بفحص البرنامج ومراجعته أكثر من مرة، ولم يجدوا خطأً، لكنها تحدث مع المستخدمين له في كل أنحاء العالم. رجل مختص في هذا الحقل يقول: تحدث الأخطاء في البرنامج بسبب سوء الاستخدام. لكن بناء على الدراسات والأبحاث الحالية، هذه الإجابة غير كافية.
في هذه الأيام، قامت بعض الدعاوى القضائية تطالب بتعويضات مالية طائلة بسبب تلك أخطاء بعض الآليات المشغلة بحواسيب وأنظمة ذكية لما تقوم به من قتل أو إعاقة عائل أصحاب تلك الدعاوى، إلى أين يذهبون بدون من يجني لهم لقمت عيشهم. لكنهم لم يحصلوا على شيء بسبب بسيط، عند تعقب خطوات البرامج التنفيذية يفاجئ الجميع بأنه لا يوجد خطأ في البرنامج التنفيذي، ويطرح الجميع استفسارهم العائم "كيف حصل ذلك إذاً؟".

suppercomputer.jpg(88K) سأطلعك على أمر تضيفه لقاعدة بياناتك العلمية والمعلوماتية، مع العلم أنك لست بحاسب آلي. أنت وأنا، علينا شكر خالقنا لما حبانا به من عطاء عظيم بنعمت العقل.
منذ فجر بدء الميكنة واستخدام ما صنع من الأجهزة ذات المعالجة والأنظمة الذكية، وذلك منذ البداية وحتى اليوم، يوجد بعض الوفيات والأضرار في هذا العالم. تصنع الحواسيب الآلية الخطأ باتخاذها القرار الكبير مع العلم بأن ذلك الخطأ نادر لكنه فادح. مع العلم بأن المقولة الهندسية لتلك المعالجات في الماضي كانت تقول بأنها تخطأ مرة بالألف مرة. وطورت لتقل لمرة بالمليون مرة في تقنيات اليوم العالية. لكن الخطأ والواحد يبني خطأ آخر وقد يؤدي إلى قتل الكثير من الناس – حيث ندور ذلك الخطأ – وذلك عندما نجعل لتلك الآلة الحق باتخاذ القرار؛ لهذا يرفض كافة المفكرين قرار جعل حياتهم بأيدي تلك الآلات، ولا حتى الحروب، والأمور الطبية، والأمور التعليمية، ولا التوجيه التحكم بالمنافذ والسدود، حيث يرون أنها يجب أن تكون بأيدي بشرية.

NoRuning.gif(8K) لهذا الأمر الكبير، إذا كنت مبرمجاً ورئيت مثل هذه الأخطاء، وأنت متأكد من أنك لم تخطأ وقد تابعت البرنامج مرات عديدة فلا تلوم نفسك. ربما صنعها الحاسوب وليس أنت. لقد شاهدت برامج عديدة تعمل على حاسوب دون الآخر بدون سبب يذكر.

وفي نفس الوقت، إذا كنت أحد المستخدمين فلا تلوم المبرمجين دوما عن كافة ما قد تجده من أخطاء، فقد يكون الحاسب الآلي هو المخطأ، لكن من فضلك إن أمكن أبلغ المبرمجين بذلك الخطأ حتى بحث عن حل له.

سأنهي مقالتي بهذه الخاتمة، اعلم أنه لا يوجد من لا يخطأ البتة سوى الله عز وجل سبحانه. وهذا يعني أن من يؤمن بأن هنالك من لا يخطأ غير الله فإمانه ليس بكامل في خالق كل هذه المخلوقات، الله عز وجل، وقد لا يكون مسلما بالحقيقة، لكن لا نقول بأنه ليس بمسلم إطلاقا. وعلى نفس المنهج كافة الأديان الأخرى. فالإيمان بالله نفسه. فقد نزلت من لدنه سبحانه، كما وكوني مسلما أتمنى من المسلمين الحذر في العقيدة فإن هنالك أخطأ بشرية قد تفقد المرء إيمانه وعقيدته.

كتبه الفقير إلى عفو ربه
عبدالعزيز آل عبدالمحسن
في الأحد 15 ذو الحجة 1425هـ

للانتقال لأعلا الصفحة. أو العودة إلى الصفحة الرئيسية.