بسم الله الرحمن الرحيم

أختي الحبيبة، أخي الحبيب.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

أعلم أني أتكلم عن قضية ليست للكثيرين بذات أهمية وذلك لأن الناس تناقلت شر قليلاً، وجعله أمر عم.

سأبدأ أسطري بقوله تعالى {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا} النساء الآية 3، وإن هذه الآية جزء لا تتجزأ من القرآن الكريم.

ومن المعلوم بأن أركان الإيمان ستة قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا آَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا} النساء 136، وحديث رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام (الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه وبلقائه ورسله وتؤمن بالبعث) البخاري 50.

إن ما يقوم به كثير من الناس والنساء خاصة من التكلم جرحاً في هذه الآية أو التظلل بأخذ آخرها تخطئة لكل الرجال تخطئة لها، ويزف المتحدثون فيها شأناً وتجاوزاً، جعل الأمر شقً واسعاً، والله قد قال في آية أخرى تفريجاً لعباده ودحر لهم قوله تعالى {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلاَ تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا} النساء 129.

إن فعل هؤلاء على أحد الأمور التالية:

الأول : داخلون في تغيير معنى الكلام عن موضعه وهو قوله تعالى {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} المائدة 13.

الثاني : سب الرجال المعددين ونعتهم بالعموم مقصرين بدء من رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته والتابعين وعموم المسلمين، وإن ذلك يدخل في الغيبة ساعة والبهتان ساعة فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (أتدرون ما الغيبة؟) قالوا الله ورسوله أعلم ، قال : (ذكرك أخاك بما يكره) ، قيل إن كان في أخي ما أقول ؟ قال : (إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته) رواه ابو داود، كما أن سب رسول الله صلى الله عليه وسلم كفر وكذا سب أمر من الشريعة الإسلامية كفر.

الثالث : إنكار شيء من الدين ما هو معلوم ومحكم بأمر الله عز وجل خير الحاكمين، وقد يكون به شيء من التعدي على حكم الله وقضائه وعلمه. وهذا أمر محرمٌ والمضي به عظيم للغاية، ومعلوم على المسلم الاستسلام لله رب العالمين. قال تعالى {أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117)} الأنعام.

الرابع : تعميم الظلم بين الناس وعدم العدل توشحاً باستحالته تارة وميل الرجال تارة فعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم" مسلم 2623.

لقد قدمت ما عندي لإخواني خوف عليهم من الوقوع في مزالق الكلم والفعل وسوء العقيدة بدون الانتباه إلى ذلك. فما كان من حق فبفضل الله عز وجل سبحانه وما كان من خطأ فمني ومن الشيطان، فأسأل الله لكم جميعاً الهدى والتقى والسمع لله والطاعة والاجتماع في جنانه اجتماعنا جميعاً مع خير الأنبياء وخير الجماعة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عبدالعزيز بن عبدالمحسن آل عبدالمحسن

كتب في العاشر من محرم لعام 1435هـ, 13 نوفمبر 2013م

الانتقال لرأس الصفحة. العودة الصفحة الرئيسية.